في حلقة استثنائية من برنامج «On The Road» رافق الإعلامي بلال العربي النجمة يسرا في رحلة مفعمة بالمشاعر والذكريات، احتفاءً بخمسين عامًا من مسيرتها الفنية الزاخرة بالعطاء.
في هذا اللقاء، كشفت يسرا عن فلسفتها في الحياة والفن، وعن رؤيتها للجمال والنجومية، وتحدثت بصراحة عن الصداقات، والحب، والزمن، في حوارٍ يجمع بين الشفافية والنضج والامتنان.
عن العمر والمعرض والرحلة التي لا تشيخ
تحدثت يسرا عن بلوغها خمسين عامًا في عالم الفنّ بنبرة يغلب عليها التأمل، مؤكدة أنها لم تشعر بمرور الزمن لأنّ كل مرحلة كانت حافلة بالشغف والعمل:
> «خمسون عامًا من الفنّ مرّت كأنها يوم واحد، لكنها كانت مليئة بالتجارب التي شكّلتني كما أنا اليوم. أشعر بالامتنان لكل لحظة، ولكل شخص شاركني هذه الرحلة.»
وفي سياق هذا الاحتفاء، تحكي يسرا عن المعرض الفني التوثيقي الذي جمع مئات الصور من أرشيفها السينمائي ومسيرتها الطويلة، حيث روت الجدران فصولًا من تاريخها الإبداعي.
وتقول يسرا عن المعرض:
> «حين رأيت صوري معلّقة أمامي، استعدت حياتي كلها في لحظة واحدة. شعرت أنّ هذا المعرض ليس مجرد تكريم، بل مرآة لرحلة إنسانية طويلة مليئة بالحبّ والعمل والإصرار.»
وصرحت للإعلامي بلال العربي بأنّ هذا المعرض شكّل محطة مؤثرة في حياتها، لأنه جعلها ترى مسيرتها بعينٍ جديدة:
> «بعين من عاشت، وقدّمت، وما زالت تؤمن أن الفنّ رسالة تتجاوز الشهرة.»
عن يوسف شاهين… نصف عمرها الفني
توقفت يسرا طويلاً عندما ذكر بلال العربي اسم المخرج الراحل يوسف شاهين، الذي ترك بصمة لا تُمحى في مشوارها الفني، فقالت بتأثر:
> «يوسف شاهين هو نصف عمري الفني. منذ عام 1982 ونحن معًا، لم نتوقف عن العمل والحوار. علّمني أن الفنّ ليس مهنة، بل طريقة حياة، وأن الجرأة في التعبير لا تعني التمرّد بل الإخلاص للحقيقة.»
وترى يسرا أن يوسف شاهين لم يكن مجرد مخرج، بل مدرسة كاملة في الفكر والجمال والحرية، مؤكدة:
> «شاهين لن يتكرر، لأنه كان فريدًا بعقله ووجدانه وإيمانه العميق بالفنّ كقوة تغيير.»
عن الجمال ومعنى التغيير
تؤمن يسرا بأن الجمال الحقيقي لا يرتبط بالعمر، بل بالروح والتصالح مع الذات، موضحةً:
> «لم أغيّر ملامحي يومًا، ولم أسعَ إلى إخفاء الزمن. الملامح تنضج كما تنضج التجربة. أحب أن يراني الناس كما أنا، تنضج ملامحي معهم لا أن أتبدّل أمامهم. الجمال الحقيقي هو في الصدق والرضا.»
وتوجهت يسرا إلى كاميرا برنامج «On The Road» برسالة إلى الفتيات قائلة إنّ الثقة بالنفس والعناية المتوازنة هما ما يمنح المرأة حضورها وجاذبيتها مهما مرّ الزمن.
عن الصداقات والوفاء
تؤكد يسرا أن العلاقات الإنسانية هي ما يمنح الحياة معناها، مشددة على أهمية الوفاء في عالم سريع التغيّر:
«الصداقة الحقيقية كنز نادر لا يُقاس بالمدة بل بالمواقف. قد نختلف، لكنّ المحبة الصادقة لا تزول. لا أؤمن بالشماتة أو القطيعة، فالحياة قصيرة لتُستهلك في الخصومات.
وترى أن وسائل التواصل الاجتماعي أثرت سلبًا على العلاقات الإنسانية، إذ سهّلت الأحكام المسبقة وسوء الفهم، داعية إلى العودة للتواصل الصادق والمباشر بين الناس.
عن الحبّ والزواج
بصوتٍ يغمره الدفء، تحدثت يسرا عن حياتها الشخصية وشريكها في الحياة قائلة:
> «زوجي هو أعظم هدية في حياتي، وهو السند الذي أفتخر به. وجوده إلى جانبي في كل المراحل منحني الطمأنينة والاستقرار. خمسون عامًا في الفنّ وثلاثون عامًا من الزواج يجمعهما رابط الحبّ والاحترام.»
وأضافت أنّ نجاحها في الفنّ لم يكن يومًا على حساب حياتها الخاصة، لأن الحبّ في نظرها هو «الركيزة التي تمنح الإنسان توازنه الحقيقي.»
عن فلسفتها في النجومية
ترى يسرا أن النجومية لا تُقاس بالبريق الخارجي بل بما يقدّمه الفنان من قيم:
> «النجومية الحقيقية لا تصنعها الفخامة ولا الشهرة، بل الأخلاق، التواضع، والصدق في التعامل مع الناس. أن تبقى قريبًا من الجمهور، محبًّا ومخلصًا، هو ما يجعلك خالدًا في قلوبهم مهما تغيّر الزمن.»
في هذا اللقاء، قدّمت يسرا درسًا في النضج والصفاء الإنساني، فبدت متصالحة مع ذاتها، فخورة برحلتها، وممتنّة لكل لحظة صنعت مجدها.
خمسون عامًا من الفنّ لم تكن مجرّد مهنة، بل رحلة وعي وجمال وإنسانية، تؤكد من خلالها أن النجمة الحقيقية هي التي تزداد ضوءًا كلما مرّ بها الزمن.
“On The Road” هو برنامج حواري جديد من تقديم الإعلامي بلال العربي، يُعرض أسبوعيًا عبر قنوات روتانا سينما، روتانا موسيقى وLBC، ويقدّم تجربة مختلفة من خلال لقاءات تُجرى داخل سيارة فان فاخرة مجهّزة بإضاءة سينمائية، ليُتيح للنجوم مساحة عفوية وصادقة للحديث عن حياتهم وتجاربهم في أجواء تجمع بين الأناقة والإنسانية.
اترك تعليقاً